دبي | المرصد | مبادرات
أطلقت إمارة دبي مبادرة عالمية جديدة، حشدت من خلالها خبرات وقدرات «طيران الإمارات» و«شبكة موانئ دبي العالمية» ومطارات دبي والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، لنقل وتخزين وتسريع توزيع لقاحات «كوفيد-19» حول العالم، مع التركيز بشكل خاص على البلدان النامية، التي أُضير سكانها بشدة من الوباء وتواجه تحديات في نقل وتوزيع المستحضرات الطبية.
وتأتي المبادرة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ودعماً لمبادرة «كوفاكس»، التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية، وجهودها الرامية إلى التوزيع العادل لنحو ملياري جرعة من اللقاحات خلال العام الجاري.
وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة: «نحن الآن على أعتاب لحظة تاريخية مع إطلاق لقاحات جائحة (كوفيد-19)، التي عطّلت مختلف أوجه الحياة في جميع أنحاء العالم. وتقف دولة الإمارات في طليعة العالم في توزيع اللقاحات، وانطلاقاً من حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على تعزيز مساهمة الدولة في تسهيل إيجاد حلّ عالمي لتعافي المجتمعات، فإن هذه المبادرة توحّد جهود المنظمات الرئيسة لتسريع التوزيع العالمي للقاحات المطلوبة بشكل عاجل عبر دبي».
وأضاف سموه: «يقدّم كل طرف في المبادرة مجموعة محددة ومتكاملة من نقاط القوة والقدرات في توزيع اللقاحات، ما يسمح لنا ببناء حلّ شامل يسخّر المزايا اللوجستية والبنية التحتية القوية لدبي كمركز رئيس لدعم الجهود الدولية في هذا الشأن. وأنا على ثقة أن باستطاعتنا معاً تلقّي كميات كبيرة من جرعات اللقاح وتخزينها، ومن ثمّ توزيعها إلى أيّ نقطة حول العالم في غضون 48 ساعة على أبعد تقدير».
وقال رئيس اللجنة العليا للإشراف على المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، محمد إبراهيم الشيباني، إن المدينة تلعب دوراً محورياً في تسهيل الاستجابة الأولى للأزمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم، مضيفاً أنها سهّلت توزيع أكثر من 80% من الاستجابة الطبية العالمية لمنظمة الصحة العالمية في مكافحة «كوفيد-19».
وستسهل العمليات اللوجستية التي تنفذها موانئ دبي العالمية مهام جمع اللقاحات من مختلف مواقع التصنيع في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية والهند، ثم تسليمها إلى المطارات والموانئ البحرية والموانئ الجافة لنقلها إلى المقاصد المختلفة. وستستخدم شبكة مراكز التخزين والتوزيع ذات المستوى العالمي التابعة لموانئ دبي العالمية، والمتوافقة مع ممارسات التوزيع المعتمدة دولياً لتخزين اللقاحات للتوزيع في الوقت الصحيح وحسب درجات الحرارة الملائمة على المستشفيات والعيادات.
كما ستُطبق مجموعة موانئ دبي العالمية تقنيات التتبع والتعقب، مثل تقنية «كارجوز فلو»، لتوفير معلومات فورية عن مواقع الشحنات والتحكم المستمر في درجات الحرارة.
وستستخدم موانئ ومحطات المجموعة، بما في ذلك «ميناء جبل علي» في دبي، أحد أكبر موانئ العالم، لشحن وتخزين وتوزيع الأجهزة والمستلزمات الطبية، مثل الحقن ومسحات التعقيم.
وقال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمجموعة، سلطان أحمد بن سليّم، إن موانئ دبي العالمية حافظت على تدفق التجارة في كل مراحل الجائحة لضمان حصول دول العالم على الإمدادات الحيوية التي تحتاجها.
وكانت المجموعة أعلنت الأربعاء الماضي عن شراكة واسعة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تعتبر الأكبر من نوعها، وتهدف إلى دعم دور المنظمة الريادي في شراء وتوريد ملياري جرعة من لقاحات «كوفيد-19»، ومستلزمات التطعيم الإضافية نيابة عن مبادرة «كوفاكس».
وقال نائب رئيس أول دائرة الشحن في «طيران الإمارات»، نبيل سلطان: «تصدّرت الإمارات للشحن الجوي خلال الجائحة عمليات نقل وتوزيع الإمدادات الطبية ومعدات الوقاية الشخصية عبر العالم. وأنشأنا أخيراً أكبر مركز جوي في العالم مخصص لتخزين اللقاحات وتوزيعها عالمياً في (دبي الجنوب). وبفضل أسطولنا الحديث من الطائرات ذات الهيكل العريض، وشبكة خطوطنا التي تغطي أكثر من 135 مدينة عبر القارات الست بما في ذلك مراكز الأدوية الرئيسة، وخبراتنا في التعامل مع شحنات الأدوية، فإننا نتمتع بوضع جيد للعمل مع شركائنا في المبادرة لنقل اللقاحات».
وتحتوي محطتا الإمارات للشحن الجوي في دبي على مرافق لسلسلة الشحن المبرّد تزيد مساحتها على 15 ألف متر مربع، وقد باشرت الناقلة شحن اللقاحات على رحلاتها منذ ديسمبر 2020.
وتسهم مطارات دبي، المشغِّل لمطار دبي الدولي ودبي وورلد سنترال، في المبادرة من خلال توفير مساحة إضافية في مرافق مخصصة لتخزين لقاحات «كوفيد-19» في مطار دبي الدولي.
وستعمل، بالتعاون مع الإمارات للشحن الجوي وهيئة الصحة في دبي والشركاء والجهات ذات الصلة، لضمان تلبية الإرشادات التنظيمية الصارمة لنقل اللقاحات.
وأفاد الرئيس التنفيذي لمطارات دبي بول غريفيث، بأن «موقع دبي المركزي يسهّل الوصول إلى نحو 80% من سكان العالم في غضون أربع ساعات فقط، ما يجعل مبادرة توحيد الجهود وتطوير مركز التوزيع الأبرز على مستوى العالم قراراً استراتيجياً. وستشهد الأشهر المقبلة طفرة كبيرة في الطلب على التوزيع العالمي الفعال والآمن والموثوق لكميات كبيرة من لقاحات (كوفيد-19)».
وأضاف أن «المبادرة جاءت في الوقت المناسب لتلبية الحاجة العالمية، كما أنها ستنعكس إيجاباً على مستقبل السفر حول العالم».