دبي: المرصد، أشرف جابر، تقارير
في إنجاز إماراتي جديد، أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة نجحت في تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي.
وقال نائب رئيس الدولة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “نعلن اليوم عن نجاح دولة الإمارات في تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، وذلك في محطات براكة للطاقة النووية بأبوظبي.. نجحت فرق العمل في تحميل حزم الوقود النووي وإجراء اختبارات شاملة وإتمام عملية التشغيل بنجاح.. أبارك لأخي محمد بن زايد هذا الإنجاز”.
وأضاف: “الهدف هو تشغيل أربع محطات للطاقة النووية ستوفر ربع حاجة الدولة من الكهرباء بطريقة آمنة وموثوقة وخالية من الانبعاثات.. الإمارات شطرت الذرة.. وتريد استكشاف المجرة.. رسالة للعالم بأن العرب قادرون على استئناف مسيرتهم العلمية.. ومنافسة بقية الأمم العظيمة.. لا شيء مستحيل”.
ويأتي ذلك بعد أن أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في منتصف يوليو اكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الثانية ضمن محطات براكة للطاقة النووية السلمية الأولى من نوعها في العالم العربي والجاري تطويرها بمنطقة الظفرة في إمارة أبوظبي.
وأوضحت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، في بيان صادر، اليوم الثلاثاء، اكتمال تسليم المحطة – “براكة 2”- إلى شركة “نواة للطاقة” التابعة للمؤسسة والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة من أجل بدء مرحلة الاستعدادات التشغيلية.
وأكدت، الانتهاء من مرحلة الأعمال الإنشائية في المحطة الثانية والانتقال إلى مرحلة الاستعدادات التشغيلية والاختبارات الرئيسة لأنظمة المحطة وكذلك عمليات التفتيش الرقابية والمراجعات الدولية التي تمهد للحصول على رخصة تشغيل المحطة الثانية من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية الجهة الرقابية المسؤولة عن تنظيم القطاع النووي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقبل الانتهاء من الأعمال الإنشائية اجتازت المحطة الثانية اختبار الأداء الحراري في أغسطس 2018 إلى جانب اجتيازها لاختباري السلامة الهيكلية ومعدل التسرب المتكامل في مارس من عام 2019.
وأظهرت جميع الاختبارات، التي تسبق مرحلة التشغيل، أداء نموذجياً للمحطة الثانية من حيث السلامة الهيكلية، كما أثبتت أن كافة أنظمة المحطة قادرة تماماً على أداء دورها بشكل موثوق وآمن فور بدء المرحلة التشغيلية وفق أعلى معايير السلامة العالمية.
محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، قال: إن اكتمال الأعمال الإنشائية في المحطة الثانية وتسليم جميع أنظمتها إلى شركة “نواة للطاقة” وفق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والأمن والجودة هو نتيجة التفاني والمستوى المهني العالي لجميع العاملين في البرنامج النووي السلمي الإماراتي.
وأشار، إلى أن البرنامج النووي السلمي الإماراتي يعد محركاً للنمو الاقتصادي والاجتماعي والعلمي في دولة الإمارات من خلال مساهمته في تعزيز أمن الطاقة وتنويع الاقتصاد وتوفير وظائف مجزية لمواطني الدولة.
ووفقا للقانون النووي لدولة الإمارات تخضع العمليات الإنشائية والتشغيلية لمحطات الطاقة النووية السلمية للأنظمة الرقابية للهيئة الاتحادية للرقابة النووية وفور تأكيد شركة نواة للطاقة على جاهزية المحطة الثانية وفرق العمل والبرامج والإجراءات ذات الصلة ستتقدم “نواة” للهيئة بطلب الموافقة على بدء عملية تحميل أولى حزم الوقود النووي في مفاعل المحطة وبدء تشغيلها.
وتسبق هذه الخطوة قيام الهيئة الاتحادية للرقابة النووية بإجراء عمليات تفتيش ومراجعة شاملة لجميع الجوانب المتعلقة بالمحطة والعمليات التشغيلية تمهيدا لإصدار رخصة التشغيل.
ويعد مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية واحدا من أكبر مشاريع الطاقة النووية السلمية الجديدة في العالم من حيث تطوير أربع محطات متطابقة في آن واحد تضم كل منها مفاعلاً من طراز ” APR 1400 ” المتقدم ويعد هذا المفاعل واحدا من أحدث تصميمات المفاعلات النووية في العالم وأكثرها تقدمًا من الناحية التكنولوجية ويلتزم بأعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والأداء.
وتم اعتماد المشروع، من قبل مفوضية الرقابة النووية الأمريكية في عام 2019 حيث يحتوي تصميم المفاعل” APR 1400 “على أنظمة أمان متطورة تضمن إغلاق المفاعل بشكل آمن وآلي وإزالة الحرارة ومنع الإشعاعات في حال الظروف غير الاعتيادية.
يذكر أن الأعمال الإنشائية في مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمة بدأت في العام 2012 وشهدت تقدما متواصلا منذ ذلك الحين حيث وصلت نسبة الإنجاز الكلية في المحطات الأربع إلى أكثر من 94 في المائة.
بينما وصلت نسبة الإنجاز في المحطة الثالثة إلى أكثر من 92 في المائة والرابعة إلى أكثر من 85 في المائة.
وستوفر المحطات الأربع فور تشغيلها ما يصل إلى 25 في المائة من احتياجات دولة الإمارات من الطاقة الكهربائية الآمنة والموثوقة والصديقة للبيئة كما ستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً أي ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من الطرقات سنوياً.
وفي شهر أغسطس من عام 2019، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن إنجاز عمليات التشغيل الآمن لمحولات الطاقة الرئيسية والاحتياطية وناقل الغاز المعزول في المحطة الثالثة من مشروع براكة للطاقة النووية السلمية.