بقلم سامي الريامي
روّاد الأعمال الشباب أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة يحتاجون دعماً كبيراً، فهم شريحة مهمة اقتصادياً واجتماعياً، وبالمناسبة فإن دورهم في الاقتصاد حيوي ومهم، حيث تسهم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بما يفوق 60% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة، وهذا يعكس أهمية هذا القطاع، وأهمية هذه المشروعات في تحريك وتنشيط الدورة الاقتصادية، ودورهم في رفع الناتج المحلي.
حكومة الإمارات، وتحديداً في السنوات القليلة الماضية، بدأت التركيز على هذه المشروعات، وأصبحت هذه الشريحة محور اهتمام في الخطط الاستراتيجية المستقبلية، وهذا ما لاحظناه عند إطلاق خطة مصرف الإمارات للتنمية الذي أعلن عن تخصيص محفظة بقيمة 30 مليار درهم، ستسهم في تمويل 13 ألفاً و500 شركة صغيرة ومتوسطة، وستؤدي إلى توفير أكثر من 25 ألف فرصة عمل، وتالياً فإن هذه الخطة سيكون لها أهمية وأثر كبير في حزم التحفيز الاقتصادي، ورفع مساهمة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد المحلي.
هذه المحفظة ستؤدي إلى إيجاد حل لواحدة من أكبر المشكلات التي تعيق انطلاقة واستمرار المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهي مشكلة التمويل، وتالياً فإن وجود التمويل سيكون دافعاً وحافزاً لزيادة روّاد الأعمال، وزيادة الإبداع والتطوير في نوعية المشروعات التي سيطلقونها مستقبلاً، لذا فإن وجود التمويل لابد أن يترافق ويتزامن مع وجود خطط واضحة للتسويق والترويج الإعلامي، وهذا الجانب أيضاً مفقود أو غير مكتمل عند معظم روّاد الأعمال من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث تنقصهم الخبرة الإعلامية اللازمة لترويج مشروعاتهم بشكل صحيح.
ومن هنا تحديداً انطلقت فكرة قطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام، بإطلاق مبادرة «الطريق إلى الريادة»، التي من خلالها يتم تقديم الدعم الإعلامي والإعلاني اللازم لعدد من المشروعات المتوسطة والصغيرة، التي يملكها ويديرها روّاد أعمال شباب، وذلك بالتعاون والتنسيق مع مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
ومن خلال هذه المبادرة، سيتم إلقاء الضوء على تجارب هؤلاء الشباب والشابات، على مدار شهر رمضان، وسيتم التركيز على قصص الابتكار، وسرد التحديات التي تواجههم، إضافة إلى نقل تجاربهم ومقترحاتهم، وأمنياتهم، والتحديات التي تواجههم إلى الجهات المختصة بشكل يومي.
ويرافق النشر اليومي، إعداد فيديوهات ترويجية لمشروعاتهم، كي يتحدثوا ويروجوا لها، ونشر محتوى خاص على جميع وسائل النشر الورقية، ومنصات الأجهزة الإعلامية الرقمية، التابعة لقطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام، وذلك إيماناً من المسؤولين في هذا القطاع بأن للإعلام واجباً ودوراً مهمين يجب أن يلعبهما في دعم هذه الفئة من المواطنين من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، الذين تُشكل نشاطاتهم داعماً رئيساً للاقتصاد الوطني.
«الطريق إلى الريادة» مبادرة تنسجم مع توجهات الدولة لدعم روّاد الشباب خلال المرحلة المقبلة، هدفها مساندة هؤلاء الشباب إعلامياً لتأسيس البيئة المواتية لهم للترويج لمشروعاتهم الخاصة، في كل المجالات، ولاشك في أن نجاح وتصدر شباب الإمارات ووجودهم بفاعلية في القطاع الخاص، أمر حيوي، يخدم أهداف الدولة الاستراتيجية في تحفيز المواطنين على ريادة الأعمال والإبداع، لا سيما مع قيام الدولة بتوفير الدعم لتحقيق النجاح في هذا المسار.