بقلم د. عبداللطيف الشامسي
التعليم رؤية وفلسفة وليس إدارة فقط، ويلعب المسؤولون التربويون في مؤسساتنا التعليمية مسؤولية صناعة هذه الرؤى المستقبلية، وتمثل المعايشة الميدانية جزءاً مهماً في فكر المسؤول، واليوم ونحن نعيش تجربة التعلم عن بُعد، ونستعد لإعادة هيكلة منظومة التعليم، يجب أن نكون أقرب للميدان التعليمي الرقمي، من خلال نموذج «المدير المعلم»، بأن نقف كمسؤولين في موقع المعلم، ونخوض تجربة التدريس عن بُعد، بما يجعلنا أكثر ملامسة لهذا الدور التعليمي بشكله الجديد، وأقدر على الإلمام بأبعاد هذا التحول الرقمي، والأهم من هذا وذاك أن نكون أقرب لأبنائنا الطلبة، لقياس مدى استيعابهم لهذا النوع من التعلّم.
«المدير المعلم».. نموذج مطلوب لدعم صناعة القرار التعليمي، وأطرحه من واقع تجربة شخصية، حيث اعتدت في السابق تقديم بعض المحاضرات لطلبتي، إلى جانب مسؤولياتي الإدارية، لشغفي بالتدريس، ورغبتي في الإسهام في تعليم شباب اليوم، ومع تطبيق التعلم عن بُعد، أصبح لديّ فضول لمعرفة كيف سيكون التواصل والتفاعل مع الطلبة عن بُعد، ففي البداية كان الأمر غريباً بعض الشيء، بأن تجد نفسك في صف افتراضي تتحدث أمام شاشة، ولا ترى كثيراً من تعابير الوجه أو التفاعل المباشر من طلبتك الذي يظهر مدى فهمهم للمحتوى، لكن بالممارسة اليومية والتطوير تبدأ في التأقلم مع فكرة التعليم الرقمي، وتصبح أكثر امتلاكاً لزمام الأمور، وقدرة على إدارة الصف الافتراضي، من خلال التقنيات المختلفة التي تمكنك من قياس التفاعل والاستيعاب، بل وحتى اختبار ذلك.