ابو ظبي | المرصد | حكومة
أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن العمل الإنساني يمثل أحد ركائز قوة الإمارات الناعمة، لذلك توليه الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» اهتماماً كبيراً، وتفرد له مساحة كبيرة من أولوياتها واستراتيجياتها، وتسخر له الإمكانيات اللازمة لنموه وازدهاره.
وقال سموه: إن الدولة تمكنت بفضل مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، من مواجهة التحديات الإنسانية الراهنة في عدد من المناطق والأقاليم المضطربة، من خلال تبني المزيد من المبادرات والمشاريع الحيوية التي تساهم في تعزيز مجالات التنمية والإعمار وتحسين الخدمات في مختلف المجالات.
وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف التاسع عشر من أغسطس، على دور الإمارات المحوري في تعزيز مجالات العمل الإنساني عالمياً، وتنفيذ برامج ومشاريع مستدامة تلبي حاجة المجتمعات الضعيفة والشعوب الفقيرة.
وأضاف سموه: «إن استمرارية مساعدات الإمارات الخارجية نهج أصيل وثابت منذ أن تأسست الدولة، ومساعداتها غير مشروطة لدعم النمو الاقتصادي في الدول النامية وتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية للمجتمعات الأقل حظاً، والتي تحتاج ظروفها المعيشية إلى تحسين، وقد التزمت الدولة بتخصيص ما لا يقل عن 15 بالمائة من إجمالي مساعداتها الخارجية للأغراض الإنسانية، ما جعلها واحدة من أكثر المانحين تفانيًا في مجال الإغاثة الإنسانية.
وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان: إن الإمارات أصبحت مركزاً مهماً لإطلاق المبادرات الإنسانية الخلاقة في المجال الإغاثي والتنموي وحشد الدعم للقضايا الإنسانية التي تؤرق الكثير من الشعوب التي طالتها نوائب الدهر ومحنه.
وأضاف سموه:«تمتلك الإمارات مخزوناً استراتيجياً من المواد الإغاثية للطوارئ، ولديها قدرات لوجستية كبيرة تمكنها من إيصال مساعداتها إلى المتأثرين من الأزمات والكوارث في أي مكان في العالم في غضون ساعات معدودة».
وجدد سموه التزام الدولة بمسؤولياتها الإنسانية للحد من وطأة المعاناة البشرية، وحرصها الدائم على مناصرة المبادئ الإنسانية العالمية التي جاءت من أجل خير الإنسان وسعادته وحقه في الحصول على احتياجاته الأساسية.
وشدد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، على مواصلة الدولة لجهودها الإنسانية حول العالم، والمضي قدماً في ذات النهج الذي اختطته لصون الكرامة الإنسانية.
وقال سموه: إن الإرث الذي حققته الإمارات في هذا الصدد والمكانة التي تبوأتها تفرض عليها التزاماً أكبر تجاه القضايا الإنسانية وتضع على عاتقها دوراً محورياً في تحسين الحياة ودرء المخاطر عن كاهل الضعفاء، منوهاً سموه إلى جهود الدولة الدائمة لتقليل حدة الفقر والجوع والمرض والأوبئة وسوء التغذية، والحد من وطأة المعاناة في الدول الأقل نمواً من خلال توفير متطلبات الحياة الأساسية لمستحقيها دون تمييز لجنس أو لون أو عرق، معيارها الوحيد هو الحاجة للدعم والمساعدة.
وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد: إن الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني يأتي هذا العام متزامناً مع الأزمة الصحية التي يشهدها العالم بسبب تفشي جائحة كوفيد-19، وتطوراتها وظهور سلالات جديدة منها، مشيراً سموه إلى أن الدولة بذلت جهوداً كبيرة خلال العامين الماضيين للتصدي للجائحة في عشرات الدول حول العالم، وساهمت في الحد من تفشيها على المستويين المحلي والخارجي.
وقال سموه: إن تعامل الدولة مع تداعيات الجائحة أكد أنها تمتلك حلولاً ناجعة وعملية في حالات الأزمات الطارئة، ولديها قدرة كبيرة في مجابهة المستجدات الإنسانية والصحية وغيرها، وذلك بفضل الخطط والاستراتيجيات الاستباقية التي تم وضعها ضمن رؤية شاملة من أجل تعزيز أوجه الاستجابة والحماية من الوباء وبلوغ مرحلة التعافي.
وأضاف سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أن ما يجري حالياً من أزمات ونزاعات وكوارث طبيعية في العديد من الساحات يضع منظماتنا الإنسانية وهيئاتنا الإغاثية أمام تحد كبير، يستلزم وقفة قوية وجهوداً جبارة وعملاً مشتركاً لتوفير ظروف حياة أفضل للمتأثرين في تلك المناطق، ودعا سموه إلى تعزيز أوجه التضامن بين المنظمات والوكالات الإقليمية والدولية العاملة في هذا المجال، وإعلاء قيم الشراكة الإنسانية والتعاون والتنسيق من أجل عمل إنساني فاعل ومؤثر يواكب حجم التحديات والمخاطر التي تحيط بالأبرياء من المدنيين.
وناشد سموه المجتمع الدولي بذل المزيد من الجهود لتنمية المجتمعات الأكثر هشاشة والعمل سوياً لدرء المخاطر المحدقة بملايين البشر حول العالم. وشدد سموه على أن الأوضاع الإنسانية عالمياً أحوج ما تكون من ذي قبل لقيام الجميع بتحمل مسؤولياتهم للحد من وطأتها.
وأضاف سموه:«يجب على القوى الخيرة في العالم أن تجعل من اليوم العالمي للعمل الإنساني مناسبة وفرصة طيبة لحشد الطاقات وتضافر الجهود والإمكانات لإنقاذ الحياة ودرء المخاطر المحدقة بالبشرية، ووضع الخطط البديلة لسد الثغرات التي قد تنجم عن التحديات الإنسانية الماثلة».
وثمن سمو الشيخ حمدان بن زايد جهود المتطوعين والعاملين في الحقل الإنساني، مشيداً بإخلاصهم وتفانيهم في خدمة الإنسانية رغم المخاطر والتحديات التي يتعرضون لها في بعض الساحات.