دراسة تدعو إلى اعتماد الفيديو «بشكل متكرر» في الاستشارات السريرية

 

دبي | المرصد | صحة

دعت دراسة طبية شارك فيها 623 طبيباً من مرافق العيادات الخارجية في أبوظبي، إلى اعتماد استشارات الفيديو بشكل متكرر في الاستشارات السريرية الجديدة (الاستشارات عن بُعد)، مؤكدة أن الخبرة السابقة في التطبيب «عن بُعد» أسهمت في انخفاض خطر التشخيص الخاطئ عند تقديم خدمات التطبيب عن بُعد أثناء جائحة «كوفيد-19».

أجرت الدراسة دائرة الصحة في أبوظبي وشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، على مجموعة مكونة من 880 طبيباً من مرافق العيادات الخارجية في الإمارة، ممن قدموا خدمات التطبيب عن بُعد خلال جائحة «كوفيد-19» في الفترة بين نوفمبر وديسمبر 2020، واستجاب للمشاركة فيها 623 طبيباً (بمعدل استجابة بلغ 70.8%).

وتضمن الاستطلاع مقياساً مكوناً من خمس نقاط لقياس مواقف الأطباء وتصوراتهم للمشاورات الصوتية والمرئية، مع الإشارة إلى جودة الاستشارة السريرية والإنتاجية المهنية.

وشملت محاور الاستطلاع الإحصاءات الوصفية للخصائص الاجتماعية الديموغرافية للأطباء (العمر والجنس والتسمية والتخصص السريري ومدة الممارسة والخبرة السابقة مع التطبيب عن بُعد)، وطريقة التطبيب عن بُعد (استشارات الفيديو مقابل الاستشارات الصوتية)، ونماذج لتقييم العلاقة بين طريقة التطبيب عن بعد وخصائص الأطباء مع النتائج المتصورة للاستشارة على شبكة الإنترنت.

وأظهرت الدراسة ارتباط الاستشارات بالفيديو بشكل كبير بثقة الأطباء تجاه إدارة الاستشارات الحادة، وزيادة القدرة على تثقيف المريض أثناء الويب، والتشاور القائم على أساس مقارنة مع الاستشارات الصوتية، فيما لم يكن هناك فرق كبير في ثقة الأطباء تجاه إدارة الاستشارات طويلة الأجل والمتابعة من خلال الاستشارات الصوتية أو المرئية. وكانت استشارات الفيديو أقلّ احتمالاً لأن تكون مرتبطة بوقت استشارة إجمالي منخفض، ووقت أقلّ لتدوين ملاحظات المريض مقارنة بالزيارات وجهاً لوجه. كما ارتبطت الخبرة السابقة في التطبيب عن بعد بشكل كبير بانخفاض خطر التشخيص الخاطئ، وعلاقة محسّنة بين الطبيب والمريض.

وأشارت النتائج إلى أن الاستشارات الصوتية تعادل الاستشارات بالفيديو في توفير رعاية المتابعة عن بعد للمرضى المصابين بأمراض مزمنة.

وقد تكون هذه النتائج مفيدة لواضعي سياسات برامج الصحة الإلكترونية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث قد تزيد الاستشارات الصوتية بشكل كبير من الوصول إلى الخدمات الصحية عن بُعد جغرافياً.

وخلصت الدراسة إلى ضرورة اعتماد استشارات الفيديو بشكل متكرر في الاستشارات السريرية الجديدة عن بُعد، حيث ارتبطت الخبرة السابقة في التطبيب عن بعد بثقة مضاعفة في علاج الحالات الحادة، وأقل من نصف المخاطر المتصورة للتشخيص الخاطئ، وزيادة القدرة على تزويد المرضى بالتثقيف الصحي وتعزيز العلاقة بين الطبيب والمريض.

من جانبها، أكدت «صحة» أن خدمة التطبيب عن بُعد في العيادات الخارجية التابعة لها أثبتت أهميتها الأساسية ضمن منظومة خدمات الرعاية الصحية، خصوصاً خلال جائحة «كوفيد-19»، حيث وفرت للمرضى بديلاً آمناً وسهلاً عن إجراء المواعيد الفعلية، مشيرة إلى تميز هذا الحل بأهمية خاصة أيضاً خلال برنامج التعقيم الوطني في دولة الإمارات، حيث ضمن وصول المجتمع إلى خدمات الرعاية الصحية والاستشاريين بشكل اعتيادي على الرغم من القيود المفروضة.

وأشارت إلى تقديم أكثر من 400 ألف خدمة تطبيب عن بُعد في العيادات الخارجية، حتى شهر أبريل الماضي، وهو ما يُشكل 9% من إجمالي استشارات العيادات الخارجية.

وقدمت بذلك 450 ألف وصفة طبية عن بُعد، وهو ما يعادل نسبة 10% من إجمالي الوصفات الطبية المقدمة لمرضى العيادات الخارجية.

التكنولوجيا الرقمية

أكدت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، أن استجابة دولة الإمارات القوية لتحديات انتشار جائحة «كوفيد-19» أظهرت مرونة الدولة وقدرتها على تقديم ابتكارات جديدة وسريعة في القطاع الصحي، وتطبيق نماذج خدمات جديدة تتبنى حلول الرعاية الصحية عن بُعد، وتعتمد التكنولوجيا الرقمية التي أصبحت سائدة ضمن منظومة الرعاية الصحية الوطنية.

وتحدت جائحة «كوفيد-19» أنظمة الرعاية الصحية العالمية على نحو لم يسبق له مثيل، واستدعت إعادة ضبط أفضل الممارسات في هذا القطاع، وفرضت على مزودي الرعاية الصحية إعادة ترتيب أولوياتهم في التركيز على المريض. وبالتوازي مع ذلك، عملت الجائحة كحافز على التحوّل، بما أدى إلى تسريع تطبيق التكنولوجيا واعتمادها بصورة أسرع من أي وقت مضى.

وأشارت «صحة» إلى أنها وسعت في الآونة الأخيرة، خدمة التطبيب عن بُعد لمرضى العيادات الخارجية لتشمل استشارات الفيديو، التي تتيح أمام المرضى والأطباء فرصة للرؤية المباشرة وتعزيز الانفتاح والراحة خلال الاستشارات، مضيفة أن هذه الخدمة توفر فرصة لتقييم وتشخيص وعلاج المرضى عن بُعد. كما أنها لا تقتصر على زيادة تمكين المرضى من الوصول إلى الخدمات والحصول على الرعاية الصحية بدرجة أكثر تواصلاً فحسب؛ بل تُعزز إلى حدّ كبير أيضاً من منهج التركيز على المريض في إدارة تقديم خدمات الرعاية الصحية.