المرصد | بيئة
أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أمس، مبادرة «دبي تبادر» للاستدامة، الرامية إلى توعية مختلف شرائح المجتمع بأهمية الحفاظ على مواردنا الطبيعية، وكذلك إلهامهم لإحداث التغيير المطلوب لبعض الممارسات الخطأ، والتي تؤدي إلى أضرار بالغة في البيئة المحيطة.
وتهدف المبادرة، التي تتولى تنفيذها دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، إلى تشجيع كل مكونات مجتمع دبي، من مواطنين ومقيمين، وكذلك الزوار، على تغيير سلوكهم الاستهلاكي لقوارير المياه البلاستيكية، فضلاً عن إلهام الناس بشكل فعّال وإيجابي، للحد من استخدام العبوات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.
وتحفز المبادرة الجديدة على تبني تغييرات بسيطة على أسلوب حياة الناس اليومية، مثل استخدام قوارير المياه القابلة لإعادة التعبئة، من أجل إحداث تأثير بيئي كبير، إذ سيتم تثبيت أجهزة لتوزيع مياه الشرب النقية بالمجان في أماكن عامة، توازياً مع التشجيع على تركيب فلاتر مياه في المنازل والمؤسسات والمدارس، نظراً لكون مياه الصنبور في دبي صالحة تماماً للشرب، نظراً لاستيفائها كل الاشتراطات الصحية، ومطابقتها المعايير العالمية كافة لنقاء المياه الصالحة للشرب، في حين تساعد الفلاتر على التخلص فقط من الشوائب التي قد تعلق في المياه من الخزانات الموجودة في المنازل أو المنشآت المختلفة.
نموذج ناجح
وتعليقاً على المبادرة، قال المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، هلال سعيد المري: «المرحلة المقبلة تتطلب مزيداً من الجهد والأفكار الجديدة لتأسيس نموذج عالمي ناجح للاقتصاد المستدام، يتماشى مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، في جعل دبي وجهة رائدة للاستدامة، وأفضل مدينة في العالم للحياة والعمل والزيارة. هدفنا أن نلهم الأجيال الحالية والقادمة للقيام بدور مؤثر في حماية البيئة، والحفاظ على مواردنا الطبيعية».
وأضاف: «الهدف هو تحفيز المواطنين والمقيمين والزوار، على أن يكونوا شركاء فاعلين في صنع مستقبل أكثر استدامة، وأن يسهموا بإيجابية في الحفاظ على الحياة البرية والبحرية».
دور الإعلام
ونظّم المكتب الإعلامي لحكومة دبي، لقاء إعلامياً عن بُعد، عبر تقنية الاتصال المرئي، دعا إليه قيادات المؤسسات الإعلامية المحلية والإقليمية والعالمية العاملة في دبي، للتعريف بالمبادرة وأهدافها، والتغيير الإيجابي المنشود من ورائها، بحضور المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، منى غانم المري، والمدير التنفيذي للتطوير والاستثمار في دائرة الاقتصاد والسياحة، يوسف لوتاه، والمدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، عصام كاظم.
أرقام مهمة
وأشاد يوسف لوتاه، خلال اللقاء، بدور الإعلام في دعم المبادرات الحيوية، التي تسعى حكومة دبي من خلالها إلى إحداث تغيير إيجابي في المجتمع، بما يتوافق مع التوجهات العامة للإمارة ودولة الإمارات، لاسيما تلك المتعلقة بالبيئة، وتعزيز مستويات استدامتها، لكونها من أهم الموضوعات التي تلقى اهتماماً كبيراً في دولة الإمارات، التي تحرص دائماً على تقديم نموذج يحتذى به في مجال الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية.
وقدّم لوتاه، عرضاً توضيحياً شمل معلومات وأرقاماً مهمة حول حجم استهلاك القوارير البلاستيكية المستخدمة لمياه الشرب في العالم، وفي دولة الإمارات، حيث أشار إلى أن حجم استهلاك تلك القوارير في الدولة يصل إلى نحو 450 قارورة للشخص الواحد، ما يعني نحو 4 مليارات قارورة على مستوى الدولة سنوياً، بينما تحتاج القارورة الواحدة إلى نحو 400 عام كي تتحلل، وهو ما يشكل أحد أكبر التحديات البيئية، إذ تشير التقديرات إلى أن المخلفات البلاستيكية تقتل نحو 1.1 مليون من المخلوقات والكائنات البحرية حول العالم سنوياً.
أكثر المدن استدامة
وستسعى مبادرة «دبي تبادر»، ومن خلال الهدف الطموح، المتمثل في الحد بشكل كبير من استهلاك القوارير البلاستيكية التي تُستخدم لمرة واحدة، لتمكين المجتمع من اتخاذ إجراءات من شأنها تعزيز رؤية وتوجه دبي، لتصبح إحدى أكثر المدن استدامة في العالم، وذلك بما يتماشى مع خطة دبي الحضرية 2040. كما تدعم المبادرة التزام دبي تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وكذلك مبادرة الإمارات الاستراتيجية للحياد المناخي 2050. ووفقاً لبيانات جمعية الإمارات للطبيعة، بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة، يبلغ حجم استهلاك الشخص العادي في دولة الإمارات 94 كغم من البلاستيك سنوياً، وتشكل العبوات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد الحصة الكبرى منها، إلى جانب التأثير الكارثي للنفايات البلاستيكية في الكائنات والحيوانات والطيور البحرية، وكذلك المواطن الطبيعية للمخلوقات البحرية، مثل الدلافين والسلاحف المائية والطيور.
وتتضمن خطة دبي الحضرية 2040، زيادة بنسبة 400% في مناطق الشواطئ العامة لنمط الحياة والأنشطة الترفيهية، إلى جانب تخصيص 60% من مساحة أراضي المدينة للمناطق الطبيعية. وسيمثل هذا الإنجاز مضاعفة المساحات الخضراء المفتوحة، والمتنزهات العامة والمناطق الترفيهية، لخلق بيئة أكثر صحة للجميع. وسوف تساعد مبادرة «دبي تبادر» على إرساء أسس للتغيير الإيجابي، وكذلك دعم المجتمعات المستدامة للأجيال المقبلة.
أجهزة مياه الشرب
وستتيح المبادرة لسكان دبي وزوارها، إمكانية الحصول على مياه شرب نقية بالمجان، من خلال أكثر من 30 جهازاً لتوزيع مياه الشرب، سيتم توزيعها في مناطق رئيسة عدة في المدينة، بما فيها الشواطئ، والمتنزهات، ومراكز التسوق، والمعالم والوجهات الرئيسة. وستتوافر المياه الباردة عند درجة حرارة 10 درجات مئوية، لتكون بديلاً منعشاً ونظيفاً وآمناً، يسهم في ترسيخ ثقافة إعادة ملء قوارير المياه.
وبالنسبة لجودة المياه المقدمة من خلال الأجهزة المُشار إليها، فقد تم التأكيد على أنها تراعي أعلى معايير النقاء والنظافة، مع الالتزام الكامل بإرشادات ولوائح السلطات المختصة، بما فيها بلدية دبي، وهيئة الصحة في دبي، إضافة إلى فحص واختبار مياه الشرب المُقدمة من خلال تلك الأجهزة وفق معايير ومواصفات مياه الشرب المعتمدة من هيئة كهرباء ومياه دبي، ودول مجلس التعاون الخليجي، ومنظمة الصحة العالمية.
يشار إلى أن المجلس التنفيذي لإمارة دبي، اعتمد أخيراً «سياسة الحد من الأكياس ذات الاستخدام الواحد»، والتي تشمل فرض تعرفة قدرها 25 فلساً على أكياس نقل البضائع البلاستيكية أحادية الاستخدام، وسيتم بموجب هذه السياسة فرض التعرفة على استخدام تلك الأكياس اعتباراً من أول يوليو 2022 في جميع المتاجر بدبي، كمرحلة أولى، سعياً للحفاظ على الاستدامة البيئية، وتغيير سلوكيات الاستخدام المفرط للمواد البلاستيكية.