دبي | المرصد | صحّة
أكدت دراسة علمية إماراتية، أجراها باحثون من جامعتي خليفة والإمارات العربية المتحدة، ومركز أبوظبي للصحة العامة، أن ظهور أعراض الإصابة بمرض «كوفيد- 19»، مرتبط، غالباً، بوجود عوامل معينة، أبرزها طبيعة العمل.
وحددت خمس فئات تظهر عليها أعراض الفيروس، شملت العاملين في قطاع الرعاية الصحية، والطيران، والخدمات السياحية، إضافة إلى كبار السن، والأشخاص المصابين بمرض مزمن واحد، كحدّ أدنى.
ورصدت الدراسة الحالات المصابة بـ«كوفيد-19»، التي تظهر عليها الأعراض، والحالات الأخرى التي لا تظهر عليها، بهدف تحديد الخصائص الديموغرافية الاجتماعية، وسجل تنقلات المريض، وطبيعة العمل، والأمراض المزمنة، تمهيداً لتسليط الضوء على العلاقة المحورية بينها وبين الأعراض الحالية.
وتسهم معرفة الأسباب التي قد تحدّ من ظهور الأعراض على حامل الفيروس في حماية السكان، ووقف انتشار المرض.
ونشرت الدراسة، التي تعتبر الأولى من نوعها في مجال الحالات الإيجابية لفيروس «كوفيد-19» في الدولة، في المجلة العلمية المرموقة «بلوس ون».
وحدد الباحثون الخصائص المرتبطة بالأعراض الظاهرة على المصابين. وكشفوا وجود علاقة بين كبر السن وطبيعة العمل والأمراض المزمنة وظهور أعراض المرض.
وقال الدكتور جوان أكونا، من جامعة خليفة، إن استراتيجية احتواء تفشي فيروس «كوفيد-19» شملت مراقبة عدد كبير من المصابين بالفيروس، وفحصهم. وقد أثبتت تقارير أول حالتين أظهرتا أعراض المرض أنهما لعضوين من فريق سباق الدراجات، وصلا إلى الإمارات في فبراير الماضي. كما تمت مراقبة وفحص 693 شخصاً خلال يومين.
ويتيح تعقب وفحص هذه المجموعة إمكان الكشف عن عدد الأشخاص الذين يُحتمل أن يكونوا ناقلين للفيروس دون ظهور أعراض عليهم.
وأضاف: «وفقاً لنتائج البحث، شكل المصابون الذين لا تظهر عليهم الأعراض، النسبة الأكبر، فيما ظهرت الأعراض على المصابين بأمراض مزمنة، كمرضى السكري والضغط».
وشرح أن «الإصابة بالأمراض المزمنة تشير إلى كبر سنّ المريض، وتالياً انخفاض مستوى جهازه المناعي»، مشيراً إلى أن «مرضى السكري يعانون نقصاً في الطاقة في الخلايا المناعية، ما يُضعف مستوى استجابة جهاز المناعة للفيروس، بينما تسهم أدوية مرضى الضغط التي تخفض مستويات ضغط الدم، في زيادة مستوى الحمل الفيروسي لدى المريض، ما يؤدي إلى ظهور أعراض الفيروس».
وأضاف أكونا: «أظهر البحث أن نسبة كبيرة من حالات الإصابة بالفيروس في إمارة أبوظبي كانت دون ظهور أعراض، ما يعني ضرورة اتباع إجراءات الوقاية، وزيادة مستوى الوعي بين السكان، خصوصاً أن تلك الحالات تُعد معياراً أساسياً لمزيد من الدراسات في المستقبل».
وأشار إلى أن الربط بين الأعراض والمخالطة والعمر وظروف العمل، يُعدّ أمراً بالغ الأهمية لتحقيق الوقاية الصحية العامة، وفرض الإجراءات الاحترازية.
الحمل الفيروسي
أكدت الدراسة أن المرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض الإصابة بفيروس «كوفيد-19» يحظون بالحمل الفيروسي نفسه لدى ذوي الأعراض.
وأشارت إلى أن السعال هو أحد أبرز أعراض الإصابة بـ«كوفيد-19».