الامارات | المرصد | صحة
نجح قسم جراحة الأعصاب في مستشفى توام، إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، بإنهاء المعاناة المزمنة لأحد المرضى مع التهاب العصب الخامس، عبر عملية مجهرية محدودة التدخل الجراحي، استغرقت قرابة ساعتين فقط. ويعد ألم العصب القحفي الخامس حالة مزمنة تؤثر على العصب الذي ينقل الإحساس من الوجه إلى الدماغ، وقد يشعر المصابون بهذه الحالة بألم شديد عند أي تحفيز خفيف للوجه، مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة أو وضع المكياج.
بدأت رحلة المريض إبراهيم مع المرض بآلام حادة يصفها بحرارة شديدة، ووخز كالإبر الحادة في الشق الأيسر من وجهه، والتي تبدأ عند ممارسته أنشطة الحياة الاعتيادية، مثل تناول الطعام والشراب وتنظيف الأسنان أو حتى الكلام أحياناً. وبعد مراجعته مستشفى توام في العين لتلقي الاستشارة الطبية، قام الدكتور علي حسن استشاري أمراض الأعصاب الباطنية، بتشخيص حالة المريض، ووصف له بعض الأدوية لتخفيف حدة الالتهاب في العصب. وقال الدكتور محمد العشّا، استشاري جراحة الأعصاب، ورئيس فريق الجراحين الذي تولى الإشراف على حالة إبراهيم: «عادة ما ينشأ التهاب العصب الخامس عن تشوه خلقي ناجم عن تلامس بين أحد الأوعية الدموية والعصب الخامس في منطقة خروجه من جذع الدماغ، بما يؤدي إلى تهيج مستمر لهذا العصب ينتج عنه إرسال شحنات عصبية مستمرة يفسرها الدماغ بوجود ألم حاد جداً في أحد شقي الوجه».
وأضاف الدكتور العشّا أن التحدي في حالة إبراهيم تمثّل في أن المسح بالتصوير الطبقي المحوري لم يُظهر وجود هذا التشوه الخلقي أو أي تلامس شرياني عصبي. ولكن، بعد تقصّي حالة إبراهيم بعناية، واعتماد نهج استشاري متعدد التخصصات للمريض، تم اتخاذ قرار مشترك بإجراء تدخل جراحي يهدف لاستكشاف العصب الخامس وتحريره من أي ضغط ناجم عن أوعية دموية ملتصقة به في حال وجودها.
تدخل محدود
قال الدكتور محمد العشا: «تم إجراء العملية عبر تدخل جراحي محدود باستخدام أحدث أجهزة الملاحة العصبية، وأجهزة المراقبة الفيزيولوجية لضمان تجنب المضاعفات خلال العملية. وبحمد الله، تكللت جهود الفريق الجراحي بالنجاح التام في تحديد التصاق شديد بين العصب الخامس وأحد الأوعية الدموية، ليتم فصله بعد ذلك. واستعاد المريض عافيته بعد العملية، وغادر مستشفى توام بعد يومين فقط لمتابعة أنشطة حياته بصورة طبيعية بعد التخلص من معاناته».